إثارة
دافعية الطلبة للتعلم
مقدمة:
لا يوجد سلوك ينشأ ولا يستمر بدون وجود ولو
حد أدنى من الدافعية. داخلي خارجي
فالدافعية هي كل ما يعمل على استثارة السلوك
وتوجيهه واستمراريته نحو هدف من اجل تحقيق التوازن البيولوجي النفســـي فمثلاً: عندما
نمتنع عن الطعام لفترة طويلة، يحدث خلل في توازن الجسم نتيجة نقص الطاقة ينشأ عنه دافع
الجوع ويصبح ملحاً بحيث يحفز لدينا سلوك البحث عن الطعام ويوجهنا الى المكان الذي نجد
فيه الطعام، ويبــــــقي السلوك مستمراً الى ان يتحقق الهدف وتعود حالة التوازن للجسم.
فالدافع مثل المحرك في الآلة هو الاساس وراء
كل سلوكياتنا ومن بينهـا ”الدافعية للتعلم“
كلنا تعاملنا مع عدد كبير من المعلمين في مختلف
مراحلنا الدراسية وكونا اتجاهات ايجابية او سلبية نحو المعلم او نحو الصف او نحو المــــــــــادة
الدراسية فبعض المواد نكون متشوقين لها وبعض المواد الاخرى نشعر بالملل وننتظر بفارغ
الصبر انتهاء هذه الحصة.(ما الذي جعلنا نشعر بهذه الانفعالات المختلفة)؟
لا شك ان المعلم هو الاساس وله الدور الاكبر
في ذلك، (فإثارة الدافعية ) هي واحدة من استراتيجيات التعلـم والتعليم التــــي يمارسها
المعلم في الغرفة الصفية بل ربما تكون هي من اهم هذه الاستراتيجيات واصعبها تطبيقا
، فالطلبة يأتون الى المؤسسة التعليمية بمستويات مختلفة من الدافعية ( مرتفعة ، متوسطة،
ومنخفضة) ولا يوجد هناك وصفة سحرية لأثارة دافعية الطلبة للتعلم، لذلك فإثارة دافعية
الطلبة بحاجة لمهارة وفن من قبل المعلم
لهذا احتلت الدافعية مكانة واهتمام من قبل
العديد من العاملين في العملية التربوية من مدرسين ومرشدين وتربويين وكل من لهم صلة
بالعملية التعليمية – التعلمية.
والواقع ان اثارة الدافعية لدى الطلبة هي من
المعضلات التي تواجه كل من المعلمين المبتدئين والمتمرسين على حد سواء ، ففي دراسة
قام بها فانمان(Veenman,1984) تناول
فيها مراجعة اكثر من 83 دراسة تتعلق بالمعلمين المبتدئين شملت 9 دول مختلفة ، وجد ان
الدافعية واثارتها عند الطلبة اعطيت المرتبة الاولى كأحد المشكلات المتعلقة بإدارة
المعلم للصف، ولكون الدافعية تعتبر واحدة من القضايا الحاسمة بالنسبة للتعلم ولكون
هناك علاقة ايجابية قوية بين الدافعية والتحصيل ، وتكوين اتجاهات ايجابية نحو المؤسسة
التعليمية ، وفي تحريك سلوك الطالب وتوجيهه وادامة نشاطه، لاقت الدافعية اهتماماً كبيراً
من المهتمين في مجال علم النفس بشكل عام، وعلم نفس الدوافع بشكل خاص، حيث تناولت جميع
نظريات علم النفس الرئيسة مفهوم الدافعية ودورها في تحريك السلوك وتوجيهه وبناء الشخصية
وما تلعبه من دور رئيسي في عملية التعلم والتعليم
لذا سنحاول في هذه الورقة تسليط الضوء على
ما هيئة دافعية التعلم وكيفية اثارتها لدى المتعلم وجعل الطلبة يقبلون على التعلم وهم
متشوقون وينخرطون بحماس في نشاطات التعلم ويحققون مستويات انجاز كبيرة
طرق اثارة دافعية الطلبة للتعلم استناداً الى
مفاهيم وافكار نظريات علم النفس والدوافع الرئيسة
1-النظرية السلوكية : التعزيز العقاب
2- النظرية المعرفية :معالجة المعلومات التذكر
الفاعلية الذاتية ،التعزيز الذاتي، التعلم
الذاتي
عزو النجاح والفشل
3- النظرية الانسانية: حاجات الطالب
• الحاجات
الفسيولوجية
• الحاجة
الى الامن
• الحاجة
الى الحب والانتماء
• الحاجة
الى تقدير الذات
• الحاجة
الى تحقيق الذات
4- النظرية الاجتماعية :النموذجة التقليد
1. اعمل
على اشباع حاجات الطالب النفسية
أ- الحاجة
الى الحب والانتماء: كل طالب بحاجة لان يشعر بانه محبـــوب وعضو فعال في المجموعة ،
ويمكن للمعلم ان يعمل على ذلك منذ اللقاء الاول، فيعرفهم بنفسه ويتعرف على اسماءهم
ويعرفهم باسم المـــــــادة والاهداف المراد تحقيقها
* نادي الطالب باسمه
* تفقده عند غيابه
* شجع العمل التعاوني والجماعي حتى يشعر الطالب
بانه عنصراً فعالاً في هذه المجموعة وله قيمه
لأننا كما نعلم فالطلبة قد يكونوا مدفوعين
خارجياً للتعلم في محاولـــــة لا رضاء الوالدين او المعلم او مدفوعين داخليا للتعلم
في حاوله لا رضاء ذاتهم وبالتالي بهذه الطريقة ربما تشكل دافع خارجي عند الطلبة للتعلم
ب- اجعل البيئة الصفية امنة ومنظمة ، فكل طالب
بحاجة للشعور بالأمن والسلامة
* اجعل الاهداف المراد تحقيقها واضحة للجميع
وناقشها مع الطلبة وتقبل اقتراحاتهم
* تجنب استخدام التهديد بالرسوب للطالب الضعيف
لان ذلك لا يثير دافعيته للتعلم بل على العكس يشعره بالقلق ويهدد امنه فبدلاً من ذلك
حاول ان تعرف سبب ضعف هذا الطالب وساعدة على ان يحــــسن أداؤه فاذا كان هذا الضعف
ناتجاً عن عدم قدرة الطالب على التذكر، فاعمل معه على تحسين ذاكرته من خلال استخدام
مساعدات التذكر، كـان يعمل اكثر على المهمة التعليمية ويكررها اكثر ، او ان يستخدم
كلمات مفتاحية ولاقطه او ربما تكــــــون ”عادات الدراسة“ التــــــي يستخدمها الطالب
خاطئة ، فساعده على ان يتعرف على عــــــادات الدراسة الصحيحة اخبر الطلبة بما يحتاجون
للنجاح في مساقهم الدراسي وما هو مطلوب منهم عمله، ولا تدع الطلبة يجاهدون في تصور
ما هو متوقع منهم خلال المساق
• ذكر
الطلبة بالواجبات المطلوبة ومواعيد تسليمها ومواعيد الامتحانات والمادة المطلوبة
2.ساعد الطلبة على صياغة اهدافهم وتذكيرهم
بها والعمل عـــــــــــلى تحقيقهـــا حيث ان سلوك المتعلم مرتبطاً بالتوقعات والاهــــــــداف
المستقبلية التــي يضعها لنفسه
*ساعدهم على وضع اهداف واقعية والعمل على تحقيقها
* ذكرهم بشكل مستمر بأهمية تحقيق الاهداف المستقبلية
واهميــــة التعلم بما يعود عليه من دخل مالي افضل مقارنة بالشخص الغيـــر متعلم اضافة
الى المكانة الاجتماعية التي يحظى بها
3. اعمل على استثارة انتباه الطالب للمهمة
التعليمية بشكل مستمر وطيلــة الحصة والعمل على تقليل المشتتات ما امكن لان انتباه
الطالب للمهمة التعليمية انتباهاً حقيقياً تجعله يحصل على معلومات اكثر ويطــــــرح
اسئلة اكثر ويفكر اكثر ويصبح اكثر قدرة على معالجة المعلومــــات وتخزينها واسترجاعها
عند الحاجة وتقع قضية اثارة انتباه الطالب بشكل رئيسي على المعلم من خلال:
*البعد عن الروتين والتنويع في اساليب عرض
المادة والانتقال من اسلوب المحاضرة الى المناقشة، واستخدام وسائل لفظية وغير لفظية
استخدام وسائل تعليمية متنوعة ومحاولة التقليل ما امكن من المشتتات داخــل الغرفة الصفية
، استخدام تكنيكيات تجعل المهمة التعليمية مشوقــــــة وممتعة سواء من خلال التعبير
وحركات الجسم والايماءات واسلوب الفكاهة والتمثيل .. الخ كذلك اعطاء فرصة للطالب لان
يلعـــب دور المعلم، واستضافة اي محاضر له علاقة بالموضوع المراد طرحة
4. حاول قدر الامكان توفير فرص النجاح للطلبة
والتقليل مـــن احتمالات الفشل ما امكن حتى نجعل الدافع للنجاح اكبر من الدافع لتجنــــــــب
الفشل
فالطلبة يأتون الى الموقف التعليمي بمستويات
مختلفة من الدافعية ، اذ ان بعضهم يطورون دافعية منخفضة نتوقع من المعلم توجيههم باهتمـام
خاص حيث يفضل مع هؤلاء الطلبة تعريضهم لمهمات سهلة قادرين على النجاح بها لكي يشعروا
بالإنجاز والثقة بالنفس ويقلل لديهــــــم الحاجة الى تجنب الفشل
اما الطلبة ذوي الدافعية المتوسطة والمرتفعة
فنعرضهم لمهام متوسطـــــة الصعوبة فيها نوع من التحدي لان مثل هذه المهام تثير الدافعية
لديهم اكثر من المهمات السهلة التي تشعرهم بالملل او الصعبة التـــــــــــي تشعرهم
بالقلق والاحباط
5. عزز الطلبة بكسل مستمر وفي كل محاضرة(الوظيفة
الحافزة للدافعية) ولا تنتظر الى نهاية الفصل فقم بتعزيز الطالب علـــى اي استجابة
صحيحة او اي انجاز يحققه حتى لو كان بسيطـــــــاً، ولا ستخف باي استجابة يقدمها لطالب.
وقد يكون هذا التعزيز :
مادي: عن طريق العلامات، حيث العلامات هي الشيء
الاساسي الذي
يسعى اليه الطالب
معنوي: عن طريق المديح والثناء( رائع، ممتاز،
اجابتك مثالية)
فالتعزيز كما يقول (سكنر) يدفع للتعزيز مرة
اخرى ، والتعزيز يعني النجاح وتكوين الطالب صورة ايجابية عن نفسه
كذلك عاقب على السلوكيات الغير مرغوبة ( الوظيفة
التأديبية للدافعيـــة) كالتأخير او الغياب او عدم تقديم الواجبات، بشرط ان يكون العقاب
بهدف ردع السلوك الغير مرغوب كي لا يتكرر وليس للانتقـــام او الاهانة والتجريح وذلك
لان غض النظر عن السلوكيات غيـــــــــــر المرغوبة هي بمثابة تعزيز لهذه السلوكيات
وهذا ما لا نريده
6. راع الفروق الفردية بين الطلبة، فبالواقع
الطلبة يأتون ولديهــــم دافعية ولكن قد تكون دافعيتهم منخفضة او موجهة لا سباب خاطئة
للتعلم، فبعضهم لديه دافع لتجنب الفشل نتيجة الخبرات الفاشلة التي مــر بها سابقا،
والبعض لديه دافعية للهرب مـــن مواقف التقييم التي تقيس القدرات والمهارات وبالتالي
علينـــا كمعلمين زيـادة معايير النجاح وتعريض الطلبة لمهمات فرص النجاح فيها عالية
حيث بينت الدراسات ان افضل المهام التـي تكون فيها الدافعية في اعلى مستوياتها هي المهام
المتوسطــة الصعوبة التي فيها نـوع بسيط من القلق والتحدي yerkes-law
7. وظف وقتاً للانتظار خلال المحاضرة لمدة
خمس دقائق مثــــــلا كان تطلب منهم قراءة ما تم مناقشته ، حيث ان هذا الاجراء يسمح
ب
• طرح
اسئلة اكثر
• مشاركة
فاعلة ايجابية من عدد كبير من الطلبة
• حث
الطلبة على التفكير
• تقلل
من ارتباك الطالب عند سؤاله
8. التشجيع على حب الاكتشاف والاستطلاع ، فالإنسان
مدفــــــــوع داخليا لحب الاستكشاف، ويمكن للمعلم تحقيق ذلك من خـــــلال ربط المعلومات
الجديدة بما يعرفه الطالب سابقاً( البنية المعرفية السابقة للمتعلم) وذلك في ان يجعل
المعلم الطلبة يستخدمــــــون المعلومات المكتسبة سابقـاً لديهم في حل المشكلات الجديدة
وذلك من خلال ترتيب المواد والأنشطة الصفية والمعلومات اللازمــة للمتعلم بحيث يتعلم
منها الفرد من خلال اقصى انخراط شخصي له في المهمة وادنى تدخل من قبل المعلم
وعليك كمعلم ان ترتبط تلك المشكلة مع شيء مألوف
عند المتعلم وتسهيل استخدام المعرفة( كان ترتبط موضوع القلب وكيــــــف يعمل مع دورة
المياه في الانابيب) وبهذه الطريقة تجعل التعلم له معنى(اوزبل) وليس تعلم آلي صم
9. كن نموذجاً امام الطلبة اثناء تعليمك( التعلم
محفزاً للتعلم) مـــن خلال ممارساتك وسلوكياتك اليومية ، فاظهر امام الطلبة حبـك للمادة
وللتعليم وللمؤسسة التعليمية التي تعمل بها فكن متحمساً لموضوعك وابتكر طرقا للإثارة
حضر جيداً للموضوع الذي تريـد طرحة حتى تكون اكثر ثقة ، لأنك بذلك تحقق ( التوازن المعرفي)عند
الطالب .لكن لو كنت فاتراً ولا مبالياً فان الطلبة سيقلدونك وستقل دافعيتهم للتعلم
10. قدم تغذية راجعة مستمرة وسريعة للطلبة
عن ادائهم فالتغذيـــــة الراجعة المباشرة تعمل على زيادة الدافعية لدى الطلبة لا
نها تتيح لهم تقويم تقدمهم في التعلم وتقدير كفايتهم والمحافظة علـــــــــى مستوى
الجهد المبذول او انهم بحاجة لبذل جهد اكثر لتحقيـــــق الاهداف وتساعدهم على معرفة
اخطاءهم وتلافيها مستقبـــــــلاً
اما التغذية الراجعة السلبية والتي تقدم للطلبة
الذين تصدر منهـــــــم اخطاء في التعلم ، فيجب ان نكون حذرين في ذلـــــك لأنها اذا
كانت عنيفة فأنها تهدم الدافعية وتسبب كره الطالب للمــــــــادة
وعلى المعلم في هذه الحالة التعامل مع هؤلاء
الطلبة ببساطه واعادة بناء الثقة لديهم في تعلم مهمات جديدة كان نقول له( اعرف ان مثل
هذا النوع من المسائل يبدو صعبا بعض الشـــيء لكنـــــك تمتلك المعرفة والقدرة ، ما
عليك الا العمل بجد وبذل المزيد من الجهد في المرات القادمة وسوف تكون النتيجة جيدة
11. تصحيح عزو النجاح والفشل عند الطلبة ،
حيث كثير من الطلبــــــة يعزون فشلهم للقدرة وهذا مدمر لهم ويحبطهم ويؤدي بعد عدد
مـــن المحاولات الفاشلة الى العجز المتعلم (سليجمان) الذي يفقد عنـــــدها الطالب
ادنى محاولة لان يتعلم
فعليك كمعلم ان تتنبه الى اهمية العزو السببي
المناسب واهمية تعديـــــــل العزو الخارجي الى داخلي قابل للسيطرة ( كالجهد)، فأعط
وزناً اكبر للجهد المبذول كعاملات رئيسياً للنجاح وتقليل مناسب للفشل
فالأسباب التي يعتقد الطلبة انها تقف وراء
نجاهم او فشلهم في المســــــاق تؤثر في الطريقة وفي مقدار المثابرة اللاحقة
فاذا عزى طالب فشله للقدرة ، فاعمل كمعلم على
تغير هذا العزو ، وبين للطالب انه يمتلك القدرة والمعرفة اللازمة للنجاح لكن عليه بــــــذل
المزيد من الجهد مستقبلا وبهذا يشعر الطالب انه بإمكانه النجــــــاح مستقبلا اذا بذل
المزيد من الجهد وعندها سيضاعف جهوده ويثابـــر ويصر على تخطي الصعاب ويسألون اكثر
12. ضع توقعات واقعية وقابلة للتحقيق عن طلابك
، اشارت الدراســات ان توقعات المعلم وكيف يبرمج دماغه لها تثير قوي في تحفيــــــــز
دافعية الطلبة وانجازهم ، فاذا عملت مع الطلبة وكنت تتوقع ان يكون لديهم دافعية للعمل
، فانه من المحتمــل بصــورة كبيرة ان يكونــــوا كذلك
13.ضرورة توفير جميع الشروط اللازمة (للضبط
الصفي) الــــــــلازم لحدوث التعلم ، فلا يمكن ان يتم التعلم في صف تسوده الفوضـــــى
واللامبالاة او تنتشر بين طلبته الاسترخاء والفتور وعدم الاكتــراث فعليك ان تكون هادي
حازم لبق تسمح بالمناقشات بين الطلبة ، اجعل الطلبة مشغولين بالعمل والأنشطة ، خطط
مسبقاً للموضوع الذي تريد شرحه قبل دخولك الصف، اجعل الطلبـة منهمكون في موضــــــــوع
الدرس ،نوع بأسئلتك ، لا تسمح بالإجابات الجماعية وكن عادل فــي تعاملك وتقيمك للطلبة
كل هذه الامور تجعل الطالب منتبه وتزيد من
دافعية اما عكس ذلك ستعود الفوضى والملل وتقل الرغبة في العمل
المرجع :
http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=13245 . موقع أكاديمية علم النفس . إثارة الدافعية للطلاب على التعلم .إعداد
الدكتور نزار الزعبي أستاذ مساعد – جامعة الاسراء2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق