السبت، 17 ديسمبر 2016

ماهو التصميم التعليمي ؟

التصميم التعليمي هو ممارسة إنشاء خبرة تعليمية التي تجعل عملية اكتساب المعرفة فعالة وجذابة بشكل عام، تتألف ألية التصميم بتحديد الوضع الحالي للطالب واحتياجاته، ثم تحديد الأهداف المنوي الوصول إليها من العملية التعليمية، ثم تخطيط وتصميم الخطوات التي يجب إتباعها للوصول إلى الأهداف المنشودة. ويتحكم بسير خطوات التصميم مفاهيم مستمدة من علوم البيداغوجيا (علم التعليم) والأندراغوجيا (تعلم الراشدين) التي أثبتت فعاليتها. ويمكن تطبيقها في حالات دراسة الطلاب فقط، أو الدراسة بواسطة مدرس، أو في حالات التعليم المجتمعي. ويمكن أن تكون نتائج التصميم معلومة وقابلة للقياس، كما يكن أن تكون غير ظاهرة ومفترضة.
وتعددت التعريفات التي تناولت مفهوم التصميم التعليمي. فهناك من يراه بأنه مدخل منظومي لتخطيط وإنتاج مواد تعليمية فعالة، وآخرون يشيرون إليه على أنه مدخل منظومي لتخطيط وتطوير وتقييم وإدارة العملية التعليمية بفاعلية، وآخرون يشيرون إليه على أنه مجموعة الخطوات والإجراءات المنهجية المنظمة التي يتم خلالها تطبيق المعرفة العلمية في مجال التعلم الإنساني لتحديد الشروط والمواصفات التعليمية الكاملة للمنظومة التعليمية بما تتضمنه من مصادر ومواقف وبرامج ودروس ومقررات، ويتم ذلك على الورق.
كما يشار إليه بأنه العملية التي تحدد كيف سيحدث التعلم (شحاته،2011)، وقد أشارت جميع التعريفات على أنه عملية تعنى بتحديد الشروط والخصائص والمواصفات التعليمية الكاملة لأحداث التعليم، ومصادره، وعملياته، وذلك من خلال تطبيق مدخل النظم القائم على حل المشكلات والذي يضع في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في فعالية التعليم والتعلم. وتوجد كثير من النماذج التي تناولت تصميم المواد والبرامج التعليمية، ولكنها اختلفت تبعاً لمستوياتها من حيث الشمول والعمق، أو لطبيعة الأهداف ونواتج التعلم المستهدفة، أو لمستوى إتقان تعلمها، فمنها البسيط على مستوى الوحدات التعليمية أو الدروس، ومنها المركب على مستوى المقررات الدراسية، ولا يصلح اختيار نموذج واحد لجميع المراحل التعليمية والمواقف التدريسية، ولكن يتم المفاضلة فيما بينها في ضوء طبيعة مدخلات النظام وما يرجو تحقيقه من أهداف. وبدراسة النماذج المختلفة للتصميم التعليمي نجد أن هذه العملية تتم في ضوء مجموعة من المراحل والتي هي بمثابة خطوات إجرائية رئيسة ومحددة يقوم بها المصمم التعليمي، وقد تتضمن مجموعة من العمليات الفرعية. وإن اختلفت نماذج التصميم التعليمي في شكلها، إلا أنها تتفق في جوهرها من حيث إتباعها خطوات إجرائية محددة تتمثل في عمليات التحليل، والتصميم والإنتاج، ثم التطبيق فالاستخدام والتقويم.
وللتصميم التعليمي ثلاثة أنواع رئيسة :
نماذج توجيهية وتهدف إلى تحديد ما يجب عمله من إجراءات توجيهية للتوصل إلى منتوجات تعليمية محددة في ظل شروط تعليمية معينة،
نماذج وصفية وتهدف إلى وصف منتوجات تعليمية حقيقية في حالة توفر شروط تعليمية محددة مثل نماذج نظريات التعلم،
نماذج إجرائية وتهدف إلى شرح أداء مهمة عملية معينة، وتشتمل على سلسلة متفاعلة من العمليات والإجراءات . (1)  

كيف تبدأ التصميم التعليمي لمقرر أو كائن تعليمي?
العلمية بسيطة للغاية وتمر بعدة مراحل استنادا إلى أي من أنظمة التصميم التعليمي، وسوف نستخدم هنا نموذج ADDIE نظرا لبساطته وفعاليته، وجهوزيته للتطبيق العملي، وتتلخص مراحل هذا النموذج في المراحل التالية:
1-    التحليل 2- التصميم 3- التطوير 4- التنفيذ 5- التقويم
والخطوات السابقة هي الخطوات العامة لإدارة المشروعات وفقا لنموذج ADDIE، ويمكن استخدامها بكفاءة في نظم التصميم التعليمي أيضا.
أولا: مرحلة التحليل
تتضمن مرحلة التحليل عدة مهام، تبدأ بتحليل المحتوى، وتحليل المتعلمين، وتحليل التقنية التي سيتم استخدامها.
فيما يخص تحليل المحتوى، يتم الحصول على المحتوى سواء كان مقرر أو وحدة دراسية. ويجب التأكد من اكتمال المحتوى أي أن يكون له أهداف، وأن يغطي الشرح الأهداف، وأن تكون هناك أسئلة تقويمية تقيس مدى تحقق الأهداف.
يمكنك الاستعانة بخبير للمادة التعليمية SME إذا كنت غير متخصص في المادة العلمية، وصعب عليك استكمالها إن كانبها بعض الخلل.
ويفضل عمل شجرة بالموضوعات، وشجرة بالأهداف وربط الأثنين ببعض عن طريق التكويد.
فيما يخص تحليل المتعلمين، يجب عليك التعرف على خصائص المتعلمين المستهدفين، عمرهم السني، نوعهم، معارفهم المسبقة، إجادتهم للغة الأولى والثانية، مستوى إجادتهم لاستخدام الحاسب. يجب مراعاة هذه الخصائص في مرحلة التصميم.
ويمكن الاستعانة باستبيان فارك للتعرف على أساليب التعلم المفضلة لدى المتعلمين.
وعن تحليل التقنية، يجب أن تحدد ما هو نوع المخرج النهائي الذي ستقوم بتوصيله، هل سيكون برمجية تعليمية، أو موقع تعليمي، أو أي شيء آخر، ينبغي أخذ عدة نقاط في الاعتبار، مثل نوعية الأجهزة التي سيستخدمها المستهدفين، ومكان الاستخدام هم، ونوع اتصالهم بالإنترنت وسرعته.
وتنتهي هذه المرحلة بعدة مخرجات تتمثل في التالي:
- وثيقة تحليل المحتوى.
- شجرة موضوعات المقرر
- شجرة الأهداف 
ثانيا: مرحلة التصميم
انتهاء  بما وصلت إليه مرحلة التحليل يبدأ المصمم التعليمي مرحلة التصميم، ويقوم فيها بتصميم واجهة الاستخدام الخاصة بالمقرر أو الكائن التعليمي، بشكل تخطيطي، ويحدد أماكن ظهور العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية، وأزرار التجول وأماكنها ووظيفتها، وغيرها من العناصر الرئيسية في الواجهة.
وإلى جانب ذلك يقوم المصمم التعليمي بكتابة اللوحات القصصية Story Boards لدروس المقرر وموضوعاته، ويستخدم في ذلك قالب السيناريو الذي اتفق عليه مع فريق العمل والذين يفهمون طريقة استخدامه جيدا.
تبدأ كل لوحة بالأهداف مصاغة بصورة موجهة إلى المتعلم، ويبع الأهداف الشرح، وتنتهي بالأسئلة والتدريبات.
يتم تقسيم كل إطار من إطارات اللوحة القصصية إلى قسمين رئيسيين القسم الأول للنصوص والصوت، والقسم الآخر للوصف والتعليمات.
ويراعى أن تكون لغة الوصف بسيطة وسهلة معبرة وغير غامضة. ويجب أن يتم تسمية (تكويد) كل إطار من الإطارات برقم أو تسمية متعارف عليها مع فريق العمل.
ثالثا: مرحلة التطوير 
يبدأ في هذه المرحلة مل باقي فريق العمل، حيث يبدأ المعلق الصوتي في تسجيل الصوت، ويقوم مصمم الرسوم بتصميم الواجهة الرسومية، ويقوم المصممين الآخرين بإنشاء العناصر الرسومية الأخرى المضمنة في إطارات البرنامج، ويقوم المبرمج ببناء صفحات البرنامج وتركيب عناصره المختلفة والبدء في تكوينه.
ويتابع المصمم التعليمي فريق العمل للتحقق من سير العمل في الاتجاه الصحيح. ويشرح لهم أي شيء غير مفهوم أو غير واضح في السيناريو.
رابعا: مرحلة التنفيذ
في هذه المرحلة يعمل فريق التطوير (المصمم التعليمي، ومصممو الرسوم، والمبرمجون) مع مدير المشروع لبناء المقرر الإلكتروني، والذي يعملون على أن يكون جذاباً، سهل الاستخدام، وقوياً من الناحية التعليمية، وحسب المواصفات المحددة في التصميم، واعتماداً على مخرجات مرحلة التطوير.  
وفي هذه المرحلة تتم مراجعة المقرر من قبل المصمم التعليمي وخبير المحتوى للتأكد من مطابقته لجدول المحتويات الذي تم إقراره من قبل الجامعة، ويتم إخراج المقرر في صورة SCORM أو حسب المواصفات المطلوبة.
خامسا: مرحلة التقويم والاختبار: 
يقوم فريق التطوير بتقويم أو اختبار البرنامج التعليمي بعدة طرق وفي عدة مراحل للتأكد من خلو المخرجات من الأخطاء الإملائية وأخطاء التشغيل، وذلك من خلال الاختبار الدالخلي والذي يعرف أيضا باختبار ضبط الجودة، والذي يتم بعد اكتمال تطوير المقرر الإلكتروني قبل تقديمه للمستخدم النهائي، ويتم إجراء التعديلات المناسبة في ضوء نتيجة هذا التقويم. 
كما يتم اختبار المقرر الإلكتروني اختباراً حقلياً من قبل المستخدمين الحقيقيين بعد توصيله إلى العميل بنشره على الخادم أو نظام إدارة التعلم، أو بوضعه على أقراص مدمجة، ويتم إجراء التعديلات المناسبة في ضوء نتيجة هذا التقويم. (2)



المراجع


(2)   http://www.id4arab.com/2012/09/1-2-3-4-5-addie.html . مصمم تعليمي . مدونة تهتم بالتصميم التعليمي وتقنيات التعليم والتعليم الإلكتروني . التصميم التعليمي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق